اجتمـــــــــــاعيــــــــــــــــــــــــات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

توظيف الصورة في الجغرافيا

اذهب الى الأسفل

توظيف الصورة في الجغرافيا Empty توظيف الصورة في الجغرافيا

مُساهمة من طرف MOHAMED BALLAJ الأربعاء أبريل 04, 2012 11:02 pm

التوظيف الديداكتيكي للصورة الثابتة في تدريس مادة الجغرافيا


إعــداد : ذ. عــامر كنبــور
تقديــم :
لمعالجة قضايا وظواهر جغرافية معينة و دراسة نتائجها يلجأ المدرس في الغالب إلى الاستعانة بوسائط ديداكتيكية كالخرائط، الرسومات،الصور الفوتوغرافية و الفضائية و أدوات منهجية مكملة يستقصيها من مواد أخرى كالإحصائيات و المبيانات و النصوص و الأفلام...إلخ.
و تعتبر الصور من الوسائل الهامة في تدريس الجغرافيا، حيث تضفي طابع الواقعية على الدرس و تدفع بالمتعلمين إلى تركيز الملاحظة، مما يسمح لهم بإنجاز مهارات عقلية كالتحليل و التركيب و التقويم.

1- الصورة : مفهومها، أنواعها و أهدافها:

1-1: تعريف الصورة:
*- في المجال السيكولوجي، تعتبر الصورة " نشاط أو فاعلية ذهنية تعمل على إحضار جملة من الخصائص و صفات موضوع ما في الذهن بكيفية يدركه بها و ينظمه و يتصوره جهاز عقلي بشري...".
*- في المجال التعليمي، تعتبر الصورة وسيلة تعليمية مساعدة، وسيط يتم من خلاله تحقيق وظيفة تعليمية معينة كالعرض و الوصف و الشرح و التحليل و البرهنة...و تنقسم إلى صورة ثابتة مثل الشفافات و اللوحات الفنية و الصور الفوتوغرافية.... و أخرى متحركة مثل الشريط السينمائي و الرسوم المتحركة.
و على العموم ، فالصورة هي انعكاس شيء أو جسم على مساحة ملساء ، و تشكل الاستعارة التي بواسطتها نحول فكرة لكي تصبح أكثر فهما أو أكثر إدراكا.

1-2: أنواع الصور:
تعد الصور أدوات / معينات تدريسية بصرية بامتياز، و تنقسم إلى المجموعات التاليةك
- الصور المعتمة كالصور الفوتوغرافية و الرسومات؛
- الأفلام الثابتة الملونة أو ذات اللونين الأبيض و الأسود؛
- الشرائح الشفافة القابلة للعرض ضوئيا؛
و هناك من صنفها على الشكل التالي: الشفافات،الصور الفوتوغرافية، اللوحات الزيتية،الصور الجوية ( صور جوية بواسطة الطائرات أو بواسطة القمار الاصطناعية).

1-3: الأهمية الديداكتيكية لاستعمال الصورة:
تشير البحوث التي أجريت في هذا المجال إلى أهمية الصورة و الرسومات التوضيحية في عملية التعليم، و يمكن حصرها كالتالي:
- فهي تجذب انتباه التلاميذ و تستثير اهتمامه، و هذه الخصائص من أهم الخطوات المؤدية إلى التعلم؛
- تساعد المتعلم على تفسير و تذكر المعلومات المكتوبة التي ترافقها؛
- تزداد أهميتها كلما كانت وثيقة الصلة باهتمامات التلميذ و ميولاته،
- تشكل دعما حسيا للكلام المجرد؛
- تركز الانتباه و الإدراك عند التلميذ و تجعل التعلم أكثر فاعلية و أقل رتابة؛
- تعطي مدلولات حسية تغني عن كثرة الكلام و كتابة العديد من السطور؛
- اكتساب فكرة التمثيلية باعتبار الصورة ليست حقيقة، و لكن تمثيل لها؛
- تسمح بتنمية مهارة الملاحظة و تركيزها، مما يسمح بإنجاز عمليان عقلية أخرى كالتحليل و التركيب و التقويم؛
- التعود على ربط علاقات مع رموز الصورة و دلالاتها؛
- تحمل أخبارا متعددة على عكس الإرسالية اللفظية؛
- لها قيمة انفعالية عالية التأثير، أي تكون أكثر تأثيرا من أي بلاغة لسانية/لفظية؛
- لها قيم تحفيزية على التعلم ن عكس العلامات اللفظية؛
- تساعد المدرس على تنويع طرق تدريسه و تبعد المتعلمين عن الملل و الرتابة التي يتسرب إلى نفوسهم نتيجة التدريس اللفظي....

2- شروط و ضوابط اختيار الصورة و مجالات توظيفها في الدرس الجغرافي:

2-1: ضوابط اختيار الصورة :
يعتمد المدرس على خبرته و على الأهداف المسطرة للدرس في اختيار الصور التي يستعملها، لذا فهو مدعو إلى إتباع ما يلي:
- أن تكون الصورة مرتبطة بأهداف الدرس و مضمونه، و أن يكون لمحتوياتها أهمية تعليمية لتحقيق أهداف الدرس؛
- أن تكون ذات محتوى صادق، و ذلك بمراعاة صحة المعلومات و الدقة العلمية و تقديم البيانات الحديثة، و أن تكون في مستوى الفئة المستهدفة؛
- أن تعالج مفهوما محددا أو فكرة أو موضوعا معينا؛
- أن تكون غير مشتملة على تفاصيل و جزئيات ، قد تؤدي إلى تشتيت انتباه المتعلمين، و ذلك بمراعاة البساطة و عدم التعقيد في الصورة حتى تزداد الاستفادة منها؛
- أن توفر قاعدة صالحة لبناء تواصل تربوي هادف و حوار نشيط؛
- أن تتوفر على خصائص فنية جذابة من حيث التصوير و الألوان و غيرها،أي أن يكون إنتاجها من الناحية التقنية/ الفنية جيدا؛
و لكي يكون استخدام الصورة موفقا في العملية التدريسية، ينبغي على المدرس مراعاة مجموعة من الشروط نذكر منها ما يلي:
- دراستها أثناء تحضير الدرس، و إعداد منهجية توظيفها قبليا، تجنبا لكل طارئ، و ذلك بإعداد الأسئلة المناسبة لاستغلالها مراعيا في ذلك الإيجاز ووضوح التعبير؛
- تصنيفها في حالة تعددها و ترتيبها حسب موقعها في الدرس وعلاقتها بالأهداف التي وظفت من اجلها؛
- اختيار الظرف البيداغوجي المناسب لإدراجها، حتى يشعر التلاميذ بأنها جزء من الدرس و ليست على هامشه؛
- تجنب تعدد الصور المعروضة في الحصة الواحدة تفاديا لما يسمى ب " التخمة البصرية"، و تجنب المشاهدة العابرة التسطيحية، و ذلك بعرض أقل عدد من الصور و في تناغم مع باقي المعينات الديداكتيكية؛
- أن يترك المدرس الزمن المناسب للتلاميذ للتعرف على الصورة و قراءة مضامينها؛
- أن يحرص على إزالة الصورة أو الصور أو إغلاق الكتب المدرسية بمجرد الانتهاء من استخدامها، لتجنب التشويش على انتباه التلاميذ......


2-2: مجالات و خطوات استخدام الصورة في تدريس الجغرافيا:
إن مناسبات و مجالات توظيف الصور في التدريس عديدة: فقد تستخدم مدخلا للدرس قصد الإثارة و التشويق، أو كوسيلة للدرس قصد استنتاج المعلومات و الوصول إلى التعلمات المرغوب، كما يمكن استعمالها للتقويم بعد الانتهاء من فقرة أو في نهاية الدرس، و ذلك بعرض مجموعة من الصور ليطلب من التلاميذ تصنيفها تبعا لما فهموه من دراسة الأسباب و النتائج و المظاهر....
و بما أن الجغرافية تقوم على الملاحظة و الوصف و التفسير و التعميم ، لزم أن نحترم هذه العناصر أثناء توظيف الصورة و ذلك وفق التوجيهات و الإرشادات التالية :
- تحديد نوعية الصورة، هل هي صورة أرضية أو جوية....
- تحديد مجال الصورة؛
- تحليل عنوان الصورة الذي يمكنه إعطاء عدة مؤشرات عن موضوعها؛
- ملاحظة حرة للتلاميذ للصورة، كل واحد يعطيها معنى، و يقوم المدرس بتسجيل ملاحظاتهم على السبورة و يرتبها تبعا للهدف المحدد سلفا؛
- انطلاقا من هذه الملاحظة التلقائية، يقود المدرس تلامذته إلى التفسير المنظم للصورة بالبحث عن العلاقات . مثلا صورة لمجال زراعي: تحديد نوعية المزروعات، خصوصية التنظيم البشري، الأشكال الهندسية للحقول....
- توجيه أسئلة لتنمية الفكر النقدي لدى التلاميذ من خلال البحث عن مقاصد ملتقط الصورة؛
- العمل على تحويل الملاحظات المستخلصة في جداول أو خطاطة على السبورة؛
- يستحسن أثناء تفسير المعطيات الجغرافية الواردة في الصورة البحث عن العناصر غير المرئية في المشهد بالاستعانة بوثائق مكملة ( خرائط، نصوص، جداول إحصائية...)
- مطالبة التلاميذ بدعم و برهنة ما يبدونه من آراء و تفسيرات بخصوص موضوع الصورة، بالاستشهاد بصور و رسومات أخرى أو بمعلومات من الكتاب المدرسي أو غيره؛
- مطالبة التلاميذ بمقارنة مظاهر الاختلاف و التشابه بين الصور المعروضة بقصد تطوير مداركهم؛
- تزويد التلاميذ بمواقف تعليمية يطبقون من خلالها المفاهيم الجغرافية و الجوانب العملية التي تعلموها من الصور مستخدما أنشطة من قبيل : المناقشة، تمارين كتابية، الإنجاز العملي لموضوع الصور...؛
- تقويم معارف التلاميذ لموضوع الصور و مفاهيمها ؛
- التركيب للعناصر و الاستنتاج....

خلاصة :
تعتبر الصور الفوتوغرافية من الوسائل التعليمية ذات المكانة المتميزة في تدريس الجغرافيا، حيث تضفي الواقعية على الدرس، و تدفع بالمتعلمين إلى تركيز الملاحظة، و إعمال الفكر لاستيعاب ما تختزنه من معلومات و أفكار. و كثيرا ما تكون الصورة أدق تعبيرا من التعبير اللفظي، .

المراجع المعتمدة:
1- المصطفى لخصاضي، قضايا إبستيمولوجية و ديداكتيكية في مادتي التاريخ و الجغرافيا، دار الثقافة، الدار البيضاء، ط 1، 2001 ص.ص 208-213.
2- الفاربي عبد اللطيف و آخرون، معجم علوم التربية، سلسلة علوم التربية عدد9-10، مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء،ط 1، 1994 ص.163.
3- حسين حمدي الطوبجي، وسائل الاتصال و التكنولوجيا في التعليم، دارالقلم، الكويت، ط8، 1987، ص.ص 135-139.
4- أحمد حسين اللقاني و برنس أحمد رضوان، تدريس المواد الاجتماعية، عالم الكتب، القاهرة، ط3، 1982، ص.ص 206-213.
5- سليمان أحمد عبيدات، أساسيات في تدريس الاجتماعيات و تطبيقاتها العملية،الأهلية للنشر و التوزيع، عمان، ط2، ص.199.
6- باصدق علي، ديداكتيكية الصورة الثابتة في مادة الجغرافيا، جريدة معالم تربوية، العدد 27، دجنبر 1999.
7- وزارة التربية الوطنية، البرامج و التوجيهات التربوية الخاصة بتدريس الاجتماعيات بالتعليم الثانوي، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 1994،ص. 46.
8- وزارة التربية الوطنية، الأيام التربوية لفائدة الأساتذة العاملين في السلك الثاني من التعليم الأساسي، وثائق تربوية خاصة بمادة الاجتماعيات، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 1991، ص.18.

إعداد:ذ. عـــامـر كنبـــور


كتبها ameur guenbour في 05:01 مساءً ::
MOHAMED BALLAJ
MOHAMED BALLAJ

عدد المساهمات : 202
تاريخ التسجيل : 27/03/2012
العمر : 45
الموقع : مشـــــــــــرف عــــام

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى